جاسم، أو بلود برن، يتحدث عن شغفه بهذا اللون الموسيقي النوستالجي
عالم كاميرون هو شبكةٌ من كولاج إنترنتي للنصوص والصور التي انتشلها كاميرون أسكين من ركام أحياء جيوسيتيز المؤرشفة على الإنترنت (1994-2009) والتي استوحي منها تصميم الموقع الإلكتروني لبلود برن.
على حواف التناقض تقف تجارب بلود برن الأولى مع هذا اللون الموسيقي الذي تُحدّد النوستالجيا جانباً كبيراً من ملامحه. تحدّث المحرر الموسيقي بن ويلر بشكلٍ مختصر مع جاسم حول رؤاه للفابورويف والإلهام المحلي وخططه لإنتاج نوستالجيا مستقبلية.
نطالع على الصفحة الافتتاحية للموقع الإلكتروني لجاسم، المعروف أيضاً باسم بلود برن، والتي تستلهم الطابع البصري لصفحات جيوسيتيزجيوسيتيزجيوسيتيز هو خدمة لاستضافة المواقع الإلكترونية تأسست عام 1994. كانت تسمح للمستخدمين بإنشاء ونشر مواقعهم الإلكترونية الخاصة مجاناً مع تصنيفها بحسب الاهتمامات والمواضيع. :"اجلس واسترح واستمتع بنسيم النوستالجيا العليل." تؤشر العبارة على اهتمام الموسيقي القطري الصاعد بالتاريخ المبكر للإنترنت والفابورويف، وهي حركةٌ فنية تشكّلت ملامحها مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة وميّزتها هويةٌ بصريةٌ حافلة بالفنون البصرية والميمز والموسيقا الإلكترونية التي تستلهم وتمزج وتعدّل ألوان موسيقية عدّة من بينها الجاز الخفيف وموسيقا المصعد والريثم آند بلوز وموسيقا اللاونج وغيرها من الألوان الموسيقية التي تعود إلى أواخر القرن العشرين. يُعدّ افتتان بلود برن بهذا اللون الموسيقي الفرعي استثنائياً على صعيدين: أولهما صغر السن، فبلود برن لم يعاصر نشأة وتطور هذا اللون الموسيقي وبالتالي لم يختبر النوستالجيا تجاه المادة الموسيقية الأصلية أو الموجة الأولى للفابورويف بشكلٍ فعلي. أما الثاني فهو أنه ربما يكون الفنان القطري الوحيد الذي يعمل ضمن هذا اللون الموسيقي خالطاً ضمن طريقة عرضه الفنية سمعياً وبصرياً تأثيرات عدّة يعود بعضها لثقافته وتجربته الخاصة.
بن ويلر: هل لك أن تشرح لنا خلفتيك الموسيقية؟ كيف كانت البداية؟ وما هي المصادر الأولى لإلهامك؟
بلود برن: كنت مهتماً بالموسيقا بشدة منذ الصغر. اعتدت كطفل أن أصنع الموسيقا بتطبيق يدعى "إف إل ستوديو"، كان سيئاً للغاية. كانت إمكانيات المزج والعينات الموسيقية المتاحة عليه رديئة جداً. طورت ذلك كثيراً بإضافة العينات الموسيقية وأجهزة السينث وغيرها.
ب. و.: كيف ترى المشهد الموسيقي في قطر؟ في ظل نشأتك هناك، ما الذي أثر على تفكيرك الموسيقي وكيف أسهم ذلك في مسيرتك الفنية؟
ب.ب.: يدور المشهد القطري بأغلبه في فلك الموسيقا الشرق أوسطية. شبّ كثيرون على عزف العود وربما رقص الرزيف الرزيف في قطر، يؤدي هذه الرقصة رجل واحد، مع التلويح بالسيف في ساحة الرقص.كذلك (وهو تنويعٌ محلي من رقصة السيف التقليدية الشائعة في دول المنطقة). ورغم ما يمثله لي الإنترنت من تأثيرٍ موسيقي مهم، أخطّط لمزج موسيقا العود التقليدية في أعمالي القادمة.
ب.و.: ما سر شغفك بثقافة الفابورويف والتاريخ المبكر للإنترنت؟ ما الذ تجده مثيراً في تلك الحقبة؟
ب.ب.: ما جذبني إلى الفابورويف هو فكرته نفسها، والتي أعتقد أنها فكرة رائعة: أن تمزج موسيقا السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات معاً. أجد ذلك مثيراً جداً، حتى أن أعمال التصميم الغرافيكي للفابورويف كانت أكثر ما استهواني في سنوات نشأتي مطلع الألفية. كان ويندوز إكس بي أول أنظمة التشغيل التي استعملتها في حياتي، وأعتقد أن خلفية سطح المكتب "لونا" هي واحدةٌ من أجمل سماته، لذا وضعتها على غلاف ألبومي "قرص الأحلام."
ب.و.: لاحظت أن عنوان الألبوم "قرص الأحلام" مكتوبٌ بالعربية على الغلاف، على عكس ألبوماتك السابقة التي كانت أغلفتها بالإنكليزية. هل من سببٍ لذلك، أم أنه محض صدفة؟
ب.ب.: أعتقد أن الكتابة بالعربية — لغتي الأم — رائعةٌ حقاً. وكنت قد خططت لصدور "قرص الأحلام" كألبوم للفابورتراب العربي، لذا يمكنك تمييز مقاطع من دعايات عربية متلفزة في خلفية الموسيقا.
ب.و.: ما الذي يحمله المستقبل للمشهد الموسيقي القطري؟ هل تنصحنا بمتابعة فنان بعينه؟
ب.ب.: هناك دانا الفردان، أعلم أن أعمالها ليست بالضرورة تجريبية، إلا أنني معجب بجدارتها على مزج الموسيقا الأوركسترالية مع الموسيقا العربية.
ألبوم بلود برن الأول لموسيقا الفابورويف "ذا هيومان إنستال"
ب.و.:إلى أين تتمنى أن تأخذك موسيقاك؟ وما الذي يلهمك لمواصلة الطريق؟
ب.ب.:أود أن أتطرق إلى أشياء لم يتم تناولها من قبل، على سبيل المثال، كان السماع لمايكل جاكسون هو ما دفعني للغناء، كما يمكنك سماعي في الأغاني الأخيرة. أنا أيضاً شغوفٌ بموسيقا الهيب هوب، وهو لونٌ موسيقي شائك، وأكثر من ذلك أود لو أنجز مشروعاً كبيراً كفيلم أو لعبة فيديو. هناك الكثير مما لم أحققه بعد في الموسيقا، وأنا متحمسٌ لذلك في المستقبل.
ب.و.: من أين أتى اسم "بلود برن"؟
ب.ب.: كان ذلك اسم المستخدم الذي خطر لي عام 2017 واستخدمه منذ ذلك الحين.
ضيف الحوار: بلود برن
موسيقي ومصمم ألعاب قطري.
أجرى الحوار: بن ويلر
مسؤول ملف الموسيقا ومحررٌ صحفي بإيست إيست. وهو موسيقيٌ تجريبي ومؤلفٌ وعالمٌ موسيقي، ومؤسس مشارك في منظمة "ماونتنز أوف تونغز." يقدم عروضاً موسيقيةً بشكلٍ منتظم في فضاءات ومهرجانات مختلفة ضمن مدن القوقاز وسبق وأن شارك في إنتاج الموسيقا التصويرية والتصميم الصوتي لعددٍ من الأفلام المستقلة. ينظّم ويلر كذلك المهرجان السنوي "أول فريكوينسي" لموسيقا القوقاز ويقدم بودكاست بنفس العنوان.
ترجمته من الإنجليزية إلى العربية مبادرة الأركيلوغ.