(إإ)
EN / RU

يوميات العزل الذاتي

يصف اللاجئ الكاميروني غابرييل الحياة اليومية في زمن الإقفال التام في ظل جائحة كورونا وتجربته مع الوباء.

هذا العدد خصصناه لمفهوم المنزل. وعكسنا فيه طبيعة المساحة الخاصة، بالإضافة إلى ما يميزها لناحية إعطاء الشعور بالأمان، خاصة خلال فترة انتشار الوباء. ومع ذلك، لا ينبغي لأي أحد أن ينسى أنه لا يزال على الكثير منا النضال من أجل الحصول على منزل وفرصة للشعور بالأمان.

في هذا النص ننشر مجموعة مختارة من يوميات غابريال: بعد أن ترك الكاميرون بسبب التمييز الذي تعرض له هناك، كان بحاجة إلى طلب اللجوء في روسيا. منذ بداية انتشار الوباء، احتفظ غابريال بدفتر ليومياته يصف فيها القلق اليومي الذي يعيشه بسبب الإغلاق، فضلا عن اللحظات السعيدة في حياته، بالإضافة إلى العقبات العديدة التي تقف بوجه اللاجئين/ات ووطنهم/ن المنشود. نود أن نشكر لجنة المساعدة المدنية على تزويدنا بنص اليوميات وكذلك على ترجمة يوميات غابريال من الفرنسية إلى الروسية.

الصورة إلى اليسار: زهور الليلك في حديقة غوركي، موسكو، أيار/مايو 2020.

الصورة إلى اليمين: هيلتون موسكو لينينغرادسكايا، موسكو، أيار/مايو 2020.

يتضمن هذا المقال صورا للمصورة مارغو أوفشارينكو. طوال شهر، وثقت الحياة اليومية تحت العزل الذاتي في موسكو فضلا عن عمل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد- 19. في هذا النص ننشر صورا مختارة من مشروعها. تودّ مارغو أن تشكر لجنة السياحة في حكومة موسكو بالإضافة إلى مشروع اكتشف موسكو الذي مثلته كل من دينا كيم ونينا غومياشفيلي وذلك لتنظيمهما جلسات التصوير. شكر خاص لكل من بولينا روكافيشكينا وألكساندرا أنوفرييفا على مساعدتهما ودعمهما.

26 آذار/مارس 

بعد أن علمت عن الفيروس، بدأت ألاحظ وجود أشخاص في محيطي- الذين/اللواتي يعرفون/ن عن الوباء- باشروا/ن بالفعل اتخاذ احتياطاتهم/ن على الرغم من أن الفيروس لم ينتشر كثيرا في كل أنحاء روسيا. رأيت الناس يرتدون/ين كماماتهم/ن عندما يخرجون/ن، ويتفادون/ين الاقتراب من الآخرين، وسوى ذلك. ذات يوم، رأيت في المترو شابا آسيويا (حسب ما استطعت الاستنتاج من مظهره) يسعل بشدة. بجواره، وقفت امرأتان بالأربعينيات من عمرهما، وبمجرد سماعهما سعال الرجل بدأتا بتفتيش محموم لحقيبتيهما- في البداية لم أفهم السبب- لكنهما في النهاية أخرجتا كمامتيهما ووضعتاهما على الفور. عندها أدركت السبب وضحكت بهدوء. منذ أن بدأ الوباء في التسبب بالفوضى في إيطاليا والصين حيث انبلج في البداية، وعلى غرار الحكومة الفرنسية، قررت السلطات الروسية إغلاق المدارس، عندها أدركت ان الأمور خطيرة للغاية فشعرت بالخوف خاصة لأنني كنت عاملا بدوام جزئي في توزيع المنشورات في المترو. يعرف المقربون/ات مني الصعوبات التي مررت بها هنا للحصول على الغذاء والمسكن خاصة وأن صحتي لم تسمح لي بالعمل وقتها. فضلا عن ذلك، لا يسمح لطالبي/ات اللجوء بالعمل بشكل رسمي، لذا، بالكاد نستطيع الاعتناء بأنفسنا وتلبية احتياجاتنا- وهذا ما يحصل فقط للمحظوظين/ات في العثور على وظيفة بدوام جزئي على الأقل. 

عندما أرى الناس يدافعون/ن عن أنفسهم/ن، أفكر بأهمية الحياة البشرية. لذا، قررت ترك عملي لأنني شعرت بتعرضي لمخاطر إصابتي بهذا الفيروس. لكنني كنت بحاجة إلى العثور على طريقة أخرى لجني المال، لذلك أنشأت حسابا على موقع أفيتو، حيث أعلنت فيه عن حاجتي إلى العمل، إلى أن اتصل بي مدير أحد المطاعم. أعمل الآن فيه منذ ثلاثة أسابيع كمساعد في المطبخ. أحيانا، أقوم بالتنظيف بالإضافة إلى غسل الصحون. في البداية، مرّ كل شيء على ما يرام، وقبضت راتبا مسبقا عن أسبوعَي عمل. لكن الآن، وفي وقت كتابتي، ازدادت الأمور سوءا، إذ، بما أن الفيروس انتشر في روسيا، فمن غير المرجح أن يتجمع الناس في الأماكن العامة، حيث كنا نخدم كمعدل يومي 340 زبونا/ة، ولكن اليوم بالكاد يأتينا مئة زبون/ة، وأخشى من عدم الحصول على راتبي، وهو أمر منطقي، لأنه لا عمل لدينا تقريبا. 

مساء أمس، وخلال عودتي إلى المنزل علمت أن الرئيس [الروسي] قد ألقى خطابا حول الوضع- حيث حذر الناس فيه من أنه بدءا من يوم الأحد سيفرض الحجر الصحي على كل البلد.

28 آذار/مارس

[...]

اليوم الأول من الحجر الصحي ليس سهلا، خاصة إذا كنت معتادا على مغادرة المنزل كل صباح. البقاء الدائم في المنزل له أيضا إيجابياته، لأنه، بالإضافة إلى الهدف الأساسي منه المتمثل بإنقاذ حياة شخص ما، إلا أنه سبب لقضاء المزيد من الوقت مع الآخرين. كمعظم اللاجئين/ات، أتشارك الشقة (لا حاجة لي لشرح السبب) مع مهاجرين/ات من دول متعددة، لذلك لا أشعر بالملل بشكل عام، جيث نتحدث في مواضيع مختلفة خلال شرب الشاي وتناول الحلوى… هذا الأمر يساعدنا على نسيان مؤقت أننا بعيدون مسافة مئات الكيلومترات عن عائلاتنا.

أحيانا أنظر من النافذة وألاحظ مدى تغيّر الأشياء في الخارج. يخرج عدد قليل من الناس. أثناء حلول الليل، لم ألاحظ أي شيء غير اعتيادي في المدينة، لأنني بقيت في المنزل طوال الوقت- سأضع خطة لإشغال نفسي في المنزل من أجل الاستفادة بطريقة ما من الحجر الصحي هذا.


الصورة في الأعلى: السائق سيرغي في سيارته، موسكو، أيار/مايو 2020
الصورة في الأسفل: موسكو، أيار/مايو 2020

تصوير مارغو أوفشارينكو

30 آذار/مارس

صباح الخير، صباح الخير، اليوم هو يوم آخر من الحجر الصحي على مستوى البلاد، غير أنني أظن أنه ليس كالأيام السابقة، لأن السلطات قد فرضت إجراءت رقابية أكثر صرامة لضمان بقاء الناس في منازلهم/ن- حتى أننا تلقينا رسائل هاتفية تطلب منا عدم مغادرة المنزل. ذهب اثنان من شركائي في الشقة إلى العمل بناء على طلب صاحب عملهما الملح، وقد شعرنا بالارتياح عندما علمنا أنه وبسبب الأوضاع، تأكد صاحب العمل من وصولهما إلى العمل بواسطة سيارة أجرة. كلنا يعلم كيفية معاملة الشرطة للأجانب هنا- هذا التصرف ازداد سوءا خلال الأزمة الحالية. لقد مررنا بيوم هادئ إلى حد ما، حيث اتخذنا قرارا واعيا بالتفكير بالفيروس بأقل قدر ممكن، ولكن للقيام بذلك، كان علينا القيام ببعض الأنشطة الإضافية التي تسعدنا معا.

لذلك، تذكر أحدهم أنه لدينا لعبة المونوبولي- لست متأكدا من صحة هذا الاسم. ولكن صدقوني، في النهاية كنا سعداء بتعلم قواعدها، التي لم يكن يعلم بها إلا مالك اللعبة، لذلك بدأنا بلعبها بدافع الفضول فقط. فاستمتعنا كثيرا، خاصة عندما كنا نفوز بالكثير من الأموال المزيفة، وعند شرائنا للسيارات، فضلا عن بناء المنازل، واكتساب الفوائد من ودائعنا المصرفية (كما لو كنا نحلم). بشكل عام، كان الأمر مثيرا لدرجة أنني تقريبا لم أجد وقتا لكتابة يومياتي. في وقت متأخر من المساء، يعود الجميع إلى هواتفهم وتعود بالتالي المحادثات المتصلة بالأخبار حول الفيروس. أخبرني صديقي من ساحل العاج أنه في بلده، تماما كبقية الدول الأفريقية، يُعزَل الأشخاص الآتون من أوروبا في الفنادق، إجراءات كهذه تجعل السيطرة على انتشار الفيروس سهلة، لكنهم/ن دفعوا/ن رشى لرجال الأمن عند وصولهم/ن بغية العودة إلى منازلهم/ن. وقد حصل أن أصأب شاب عاد من فرنسا كل عائلته بالعدوى، حيث رشى أهله أمن الفندق الذي كان مجحورا فيه حتى يمكّنوا ابنهم من العودة إلى المنزل، لكنه، ودون أن يكون مدركا أنه كان مصابا، نقل العدوى إلى جميع أفراد عائلته (وربما من زارهم/ن من أصدقاء). هذا الخبر أقلق جاري بشدة لأن عائلته تسكن في المنطقة التي يعيش فيها أقارب هذا الشاب، ولكن بعدما قال له أحدهم جملة من الإنجيل تمكّن من النوم.

شعرت بالقلق أيضا من هذا الخبر لأنني أعرف تماما مدى فساد وعدم اكتراث سلطاتنا. نتيجة لذلك، نستطيع القول أن كوفيد قد أصبح جزءا أساسيا من حياتنا- لا يمر يوم دون أن نذكره على الأقل مئة مرة.

  31 آذار/مارس

ليلة أمس، تساقط الثلج، وقد تفاجأنا به، على الرغم من عدم اكتراثنا بنشرات الطقس. اليوم الطقس أبرد من الأسبوع الماضي. بدأ نهارنا بهدوء إلى حد ما، حيث جلس كل منا في زاويته يشاهد فيديوهات على موقع اليوتيوب. فاستفدت من ذلك، إذ حان الوقت للكتابة قليلا في مفكرتي، ومن ثم أقص شعري قَصةً أعتقد أنها تناسبني جدا. لم يعد بالإمكان الشعور بالأجواء الودية التي كانت قائمة في الأيام الثلاثة الأولى، ولكن على الأقل لا يزال لدينا ما يكفي من الطعام، على الرغم من قلة العمل، والأهم من كل ذلك أننا نقوم به معا. لكننا ما زلنا قلقين بشأن المدة التي سيستغرقها الحجر الصحي، إضافة إلى قلقنا حيال عائلاتنا في أفريقيا. عند قراءة الأخبار صباح أمس، سعدت عندما علمت أنه، من ناحية، لم تسجل حالات جديدة في الصين خلال الأيام الثلاثة الماضية، ولكن من ناحية أخرى، حزنت بشأن الأرقام المسجلة في أجزاء أخرى من العالم، حيث كان عدد القتلى يتضاعف.


[...]

حديقة غوركي، موسكو، أيار/مايو 2020
تصوير مارغو أوفشارينكو

  2 نيسان/أبريل

أصبحت ساعات الصباح أكثر هدوءا، ازداد الملل، كل واحد منا يجلس في زاويته، باختصار، إنه مرهق. كما أنني أشعر بنوع من الكسل، لكنني استطعت النوم مرة من جديد، حيث تمكنت من النوم ثماني ساعات متواصلة، في حين منعني الاكتئاب في أوقات سابقة من ذلك. وبعد مرور أربعة أيام من الحجر الصحي، خرجت اليوم للمرة الأولى إلى الدكان. حيث تفاجأت من ارتداء معظم الزبائن للكفوف البلاستيكية والكمامات. لا أملك كل ذلك، ولكنني أحاول الحفاظ على مسافة بيني وبين الآخرين ولا أتمهل خلال المشي في الخارج.

في شقتنا، نستعمل الآن نظام "المفتاح الوحيد"، مما يعني أنه لا أحد يستعمل مفتاحه لفتح الباب. عند العودة إلى المنزل، نتصل ونطلب من زملائنا في السكن فتح الباب- فالشخص الذي يفتح الباب يغلقه بمفتاحه، حتى لا يضطر العائد من الشارع إلى لمس مقابض الباب قبل غسل يديه- اقترحت هذه الفكرة عليهم وفهم الجميع فورا مدى أهميتها.

اليوم تلقينا خبرا حزينا: حيث فقدت خطيبة صديقي التي تعيش في الكونغو والدتها بسبب كوفيد- 19. إنها الخسارة الأولى من بين دائرة معارفي، لذا شعرت بالانزعاج أيضا. ولأنه لا يمكننا فعل أي شيء، كان ذلك بالنسبة للبعض مناسبة للاتصال بالله- حيث يمكننا كأفارقة أن نكون متدينين/ات جدا (أصبح الدين أفيون الشعوب). فأصبحت أرى الناس يصلون/ين أكثر من ذي قبل- إلى أن وصل الأمر بمسلم يسكن معنا أن يستقيظ عند الثالثة فجرا للصلاة من أجل الإنسانية- حسنا، إذا كان الرب يستمع، فعليه الاستجابة لصلواتنا هذه وينقذ العالم… بات حديثنا أقل عن كوفيد- 19، لكن مزاحنا تواصل- فعندما يسعل أحدنا أو يعطس، يصرخ الجميع: "إرحل كورونا!"

مر يوم آخر، ليس لدينا الكثير لنعمله ولكن الجميع بحالة جيدة- حتى أولئك الذين فقدوا وظائفهم، مثلي، لم يعودوا يفكرون بالأمر. إذا لم أنشغل في الكتابة، أنام تحت الأغطية وأحلم (أحيانا أرى نفسي في الكرملين). لذا، أراكم/ن في الغد، أراكم/ن في غد جديد… إلى الآن، نحن باقون في المنزل.

 5 نيسان/أبريل

أن تكون لاجئا، مهاجرا أو طالب لجوء في روسيا أو في أي مكان آخر في العالم ليس أمرا سهلا على الإطلاق، إذ يتطلب الأمر منا جهدا وطاقة أكبر بثلاث مرات مما يحتاجه/تحتاجه المواطنون/ات العاديون/ات للبقاء على قيد الحياة. نجد أنفسنا في مواقف لا نتمناها حتى لأسوأ أعدائنا، لأسباب تتعلق بالحاجة للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على سلامتنا ورفاهنا. لا أحد يريد أن يولد في بلد يشهد حربا أو انعداما في استقراره- الناس لا يطلبون/ن أن تنتهك حقوقهم/ن بسبب انخراطهم/ن في السياسة، كما أن الانتماء إلى بعض الفئات الاجتماعية ليس مرتبطا دائما بإرادة الفرد. بفضل اللطف والاستعداد للمساعدة اللتين أظهرهما عدد قليل من الدول، يتمكن بعض الأشخاص من استعادة السلام والفرح وجزء مما ضاع أو تضرر في بلدهم/ن الأصلي. لكن الدرب الممتدة من المعاناة وصولا إلى الفرح هي طريق نضال لأي لاجئ، وهذا هو المكان الذي يؤدي إليه هذا الوباء غير المتوقع أيضا، مضيفا المزيد من الفوضى إلى يومياتنا.

بدأ صباحي بأفكار كئيبة. أسأل نفسي ماذا سيحدث لطلب لجوئي، لأن الوباء بدأ بالضبط عندما أجريت مقابلة في مكتب الهجرة. ليس هذا هو أصعب شيء، لأنه في الوقت الحالي، مهما كان وضعك الاجتماعي، فإننا نكافح جميعا من أجل البقاء بمواجهة هذا الوباء ولن يكون وضع اللاجئ مفيدا لي إذا فقدت حياتي. في هذا الوباء، يموت الأغنياء كما يموت الفقراء- الكبار والأطفال، والأسوأ من ذلك، أعداد كبيرة من المسنين/ات. أقصد أن هذا الفيروس لا يعنيه من نحن، إنه يدمر كل شيء في طريقه. فقررت أن أقرأ أخبارا أقل حتى لا أشعر بالضيق. نأمل أن تأتي أيام أفضل، ولكن إذا كانت هذه هي أيامي الأخيرة، أود أن أقضيها بفرح وسلام مع من حولي. كل من في الشقة هو نفسه كما كان البارحة، كل واحد منا في زاويته وفي بعض الأحيان نلتقي في طريقنا إلى البراد :) وهو الوجهة الأكثر شعبية هذه الأيام. في المساء، نمضي ساعات في أكل الفشار الذي صنعه أحدهم ونناقش قليلا آخِر الأخبار- لا شيء جديد أو مبهج، لكن النتائج اليوم كانت إيجابية إلى حدٍ ما، لأن الجميع صامد، ونحاول عدم التفكير في الخوف من الفيروس.


مصنع للخياطة في موسكو، أيار/مايو 2020
تصوير مارغو أوفشارينكو

 6 نيسان/أبريل

يوم جديد يبدأ بتوقعات لتساقط الثلوج. بمجرد ما فكرت في الثلج، بدأ بالتساقط من السماء، المناخ في "روسيا المقدسة" (هكذا يسمي صديقي الفرنسي روسيا- لا أعرف لماذا) متغير على نحو غير معقول. من الشرفة أراقب الثلج وهوي يغطي الأرض بأكملها وأفكر كيف أنه في هذا الشتاء لم ألتقط أي صورة للثلج، ولكن ماذا لو كان هذا الفصل هو شتائي الأخير؟ حسنا، إنها مجرد فكرة خطرت ببالي. بدأ نهاري بشكل جيد، يجتمع بعض من جيراني بعد فطورهم لمشاهدة فيلم معا. ونظرا إلى أنني لست مهتما بالسينما، فقد بدأت بتعلم بعض الاسبانية، والتي تذكرني بمسلسل تلفزيوني للمراهقين/ات كنت أحبه عنوانه: "الفيزياء أو الكيمياء". كما أفكر بإطلاق قناتي الخاصة على اليوتيوب خلال الأيام القليلة المقبلة وقد سجلت بالفعل العديد من الفيديوهات. آمل أن يجدها جمهوري مثيرة للاهتمام. ولكن الأهم أنني أستمتع بها.

في هذا الوقت، نرى كيف أن الوباء يسبب الدمار في جميع أنحاء العالم. فإذا كان الفيروس أركع الولايات المتحدة وأغرق قارة أوروبا في حالة من الفوضى الشاملة، ما الذي سيحصل في إفريقيا؟ أطرح على نفسي دائما هذا السؤال الذي وحده المستقبل سيستطيع الإجابة عنه. ما زلت أحلم بالحب، لذلك، شاهدت في المساء فيلما رومانسيا جيدا، لكنني لن أخبركم/ن باسمه لأنه غريب قليلا (نعم أنا أناني بعض الشيء). يقترب اليوم من نهايته الهادئة، ولا شيء غير اعتيادي للتحدث عنه. ابقوا/ين في البيوت.

  7 نيسان/أبريل

بالأمس أثلجت واليوم تلمع الشمس في السماء، غير أننا نستطيع النظر إليها فقط عبر النوافذ أو الاستمتاع بأشعتها من على الشرفة- إذا كانت لديك واحدة. في الشقة، يستيقظ الجميع ببطء اعتيادي، محاولين إيجاد طرق للاسترخاء. في الصباح، وكما اعتدت، أقوم ببعض التمارين الرياضية للحفاظ على لياقتي وللشعور بالراحة طوال اليوم. بصراحة، الرياضة هي من بين أكثر الأشياء التي أفتقدها خلال الحجر الصحي. فقد كنت أغش قليلا مؤخرا: فلصديقي بطاقة عضوية في صالة للألعاب الرياضية ولكنه نادرا ما استخدمها، لذلك، كثيرا ما أستعمل بطاقته للتمرن في الصالة القريبة ولم ينتبه المسؤولون حدوث ذلك. أشعر بالخجل من الاعتراف بذلك ولكن على الأقل أريد أن أكون صادقا وعندما سيعاد افتتاح الصالة، سأستمر في الغش من جديد. بشكل عام، تشعرني الرياضة بالتحسن وانا متأكد من أنها، خلال هذا الوقت، أثّرت أيضا على الطريقة التي أشعر بها. عندما أصبح قادرا على شراء بطاقة عضوية، فسأفعل ذلك :)

بعد تمارين الصباح، لعبت مع طفلة صغيرة في شقتنا- يبلغ عمرها العام ونصف العام وهي تحب ركوب دراجتها في الصباح، على الرغم من أن قدميها لا يصلان إلى الدواسات، لذلك ساعدتها على الصعود إلى الدراجة ودفعتها من الخلف. خلال هذه اللحظات، تدرك أن الحجر الصحي يفيد بعض الناس- فهي لم تشعر بالملل، فوالدَيها معها طوال اليوم، بالإضافة إلى أعمامها وعماتها الذين/اللواتي يتناوبون/ن على اللعب معها على مدار الساعة. 

على الرغم من أننا قررنا التخفيف من الحديث عن الفيروس، فإننا نناقش اليوم من جديد اللقاحات التي تُختَبر في إفريقيا. كل هذا الأمر سخيف تماما وأنا أحاول عدم إعطاء أهمية كبيرة للموضوع، لأنه يغضبني وبشدة، خاصة عندما أشاهد المشاعر عينها على وجوه شركائي في المنزل عندما نتحدث بشأنه. اتخذت اليوم خطوة مهمة، إذ أطلقت قناتي على اليوتيوب، ولكنني قمت حتى الآن بتحميل مقدمة صغيرة، وستكون قناتي باللغة الروسية. حتى أنني لن أشاهد الفيديو من جديد لأنه تطلب مني الكثير من الشجاعة لمشاركة وضعي مع بقية العالم. أشعر بالرضا عن ذلك بشكل عام وأتمنى أن ينجح الأمر. يوم آخر ينتهي من دون أي مشاكل، على الرغم من الخوف الثابت من الاستيقاظ في الصباح مصابا بالحمى أو بالسعال. بكل الأحوال إذا كنت تحبني/تحبيني وتشعر/ين بالقلق حيال ذلك، عليك أن تبقى/ين في منزلك.


فندق أزيموت في سمولينسكايا، موسكو، أيار/مايو 2020

تصوير مارغو أوفشارينكو

 10 نيسان/أبريل

حسنا، لقد أنعم الله علينا بصباح جديد آخر ونشكره على ذلك- أعني كل من هم/ن، مثلي يؤمنون بأن الله هو الخالق- أما بالنسبة للآخرين- حسنا يمكنك شكر من تعتقد/ين أنه خلق هذه الصباحات الجميلة، إن وجدتها مشجعة. بشكل عام، الأمر الأساسي هو على الأقل الإيمان بشيء يمنحنا شعورا إيجابيا. أشعر بأن الربيع قد حل الآن في موسكو ومن الرائع بأننا سنتمكن أخيرا من ترك برد الشتاء وراءنا، على الرغم من أننا لا نستطيع الخروج للاستمتاع بالطقس الجيد الذي نتلمسه الآن بشكل جلي.

اتبعت خطتي وذهبت للتسوق من أقرب متجر وبدا لي توفّر المزيد من السلع هذه المرة، على الرغم من أن أسعار بعضها ما زال مرتفعا للغاية.

في المتجر، التقيت بشاب إفريقي، وكما يحصل في روسيا بالحالات المماثلة، اقتربت منه وعرّفته بنفسي. ويبدو من أننا نسكن في نفس المبنى المكوّن من عدة شقق ولكن يتألف من أقسام مختلفة. وكان أمر رائع إجراء محادثة قصيرة معه، من بعدها ودعته وعدت إلى المنزل. أردت أن أتمشى والاستمتاع بالطقس الجيد غير أنني فكرت بحظر التجول المفروض، لذا لم أجازف عبر القيام بما هو ليس شرعيا.

إن كنت أتحدث بشكل أقل عن الآخرين، فذلك لأننا نقضي وقتا أقل معا- حيث يريد الجميع نسيان الوباء والتفكير بشيء آخر، ما هو أقل حزنا. حسنا، بالنسبة لي، فإن وقت فراغي الجديد هو مناقشة بعض جوانب حياتي في روسيا على قناتي على اليوتيوب- سيما وأنها تتطلب الكثير من الوقت. لم يحدث شيء مميز اليوم وآمل أن يكون الغد أفضل. دعونا نبقى في منازلنا ونفكر بمن نحبهم/ن.

 15 نيسان/أبريل 

استيقظت اليوم باكرا وشعرت بصقيع الصباح- يمكنني فهم ذلك بوضوح من خلال النظر عبر النافذة. الجو ماطر، ومن المتوقع أن يستمر المطر طوال اليوم. اعتقدت أنه من الجيد أن يكون اليوم ماطرا، لأننا إذا اضطررنا إلى غسل أيدينا طوال الوقت، فربما يغسل المطر أيدي المدينة أيضا. في كثير من الأحيان، نتحدث عن حالة الطوارئ التي فرضتها الحكومة من أجل ضمان بقاء الناس في منازلهم/ن. يجد البعض الأمر سخيفا، لكنني أعتقد أنها فكرة جيدة.

خلال فترة بعد الظهر، ذهبت للتسوق وشراء مصابيح لإنارة شقتنا. كنت خائفا قليلا من السير لمسافة 500 متر لأن المتجر القريب لا يبيع منها. لكن، كالعادة، هيّأت نفسي لما سأقوله للشرطة، ولكي أكون صادقا تماما، أستمتع بالتحدث إلى الضباط في موسكو.

لكنني غادرت دون أن أحمل أوراقي الشخصية ومن الطبيعي أن يوقفوني في المترو. لم أدرِ ماذا أقول، فقمت بأول شيء خطر ببالي. سألتهم إن كانوا سيستجوبوني كل صباح لمجرد كوني أسود البشرة. سألني أحدهم لماذا أقول ذلك. أجبته أنهم تفحصوا أوراقي يوم أمس، فلماذا يقومون بذلك مجددا؟

بعد ذلك، سمح لي الضابط بالذهاب، واعتذر مني قائلا: إنني لم أرتدِ قبعتي في ذلك اليوم (على الرغم من أنني كنت أرتديها بالفعل) وبالتالي لم يتعرفوا عليّ. ابتسمت وودعتهم- لقد كذبت لأنني لم أكن أحمل أوراقي في حقيبتي. 

عادة، لا تقترب منك الشرطة، إذا كنت نظيفا ومرتديا ثيابا لائقة- وعلى الرغم من ذلك من المتوقع أن يقتربوا منك بسبب لون بشرتك أو ما شابه. غالبا ما يسترعي انتباههم مظهرنا الخارجي.

وبسبب فرض حالة الطوارئ في البلاد، يبقى اليوم الجميع في منازلهم/ن. خلال بعد الظهر لم أشعر أنني على ما يرام. آمل ألا يكون الأمر جديا. وعندما حل المساء، ذهبت إلى الفراش أبكر من ذي قبل لأنه استمر توعكي. أرجو في الصباح استعادة عافيتي. الالتزام بالبقاء في المنزل يتطلب الاعتناء بنفسك وأحبائك.


استعدادات الطاقم الطبي لنوبته الصباحية في "المنطقة الحمراء" من مستشفى المدينة السريري رقم 1 ن. أي. بيروغوف، موسكو، أيار/مايو 2020

تصوير مارغو أوفشارينكو

  19 نيسان/أبريل

لقد حصلنا على يوم جديد في قلب العاصمة موسكو. الجميع فرحون لأن اليوم هو بداية عطلة عيد الفصح. في الصباح، استيقظت من النوم وأنا أسأل نفسي عن الطريقة التي سيقيم بها الناس الاحتفالات الدينية بعيد الفصح- مع مراعاتهم/ن لهذا العزل. أكثر من ذلك- كيف نفعل ذلك في موسكو- المدينة الأكثر معاناة في الوقت الحالي من الفيروس؟

ككل صباح، يمكنني الاستمتاع بأفق جميل للحي الذي أسكن فيه. فالشوارع التي كانت في أغلب الأوقات مزدحمة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصبحت اليوم خالية. لا يتجول فيها إلا عدد قليل من الناس، معظمهم/ن يرافقون/ن حيواناتهم/ن الأليفة. ويتزايد شعوري بالقلق لأنه لا أحد يعرف متى ينتهي كل هذا.

أبدأ هذا اليوم محبطا بعض الشيء، لكنني أحاول عدم مشاركة الحزن مع شركائي في السكن لأنهم ليسوا شديدي الاهتمام بشكل عام بحالتي، وهذا ما يمنحني المزيد من الثقة والأمل بأن الأمور ستتحسن مع العودة إلى الوضع الطبيعي.

بعد الظهر، حاولنا خبز شيء ما، على الرغم من عدم إجادتنا لذلك. فبحثنا في موقع اليوتيوب عن مقاطع تساعدنا على تعلم الخبز. فحصلنا على عجينة جيدة وحاولنا صناعة الكرواسون. لكن تبين لنا أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا عندما بدأنا في خبزها: لم نتمكن من ضبط حرارة الفرن بشكل صحيح، فحصلنا على كرواسونات نيئة. حسنا، على الأقل كانت التجربة درسا لنا.

خلال الليل، وبعد أن دخل كل منا إلى غرفته، حاولت التمرن على إلقاء قصيدة قد تصبح جزءا من مقاطع الفيديو على قناتي في اليوتيوب. قضينا ليلة هادئة إلى حد ما وبتْنا جميعا تحت أغطيتنا. أصبت بصداع لم يسمح لي بالنوم بداية، ولكن في نهاية الأمر، تمكنت من ذلك. آمل أن يكون غدا يوم آخر- إنه عيد الفصح. لنبقَ في المنزل.

إلى اليسار: نصب تذكاري لمارينا تسفيتايفا موسكو، أيار/مايو 2020
إلى اليمين: رناخان، هيلتون موسكو لينينغرادسكايا، موسكو، أيار/مايو 2020

تصوير مارغو أوفشارينكو

 20 نيسان/أبريل

اليوم تحتفل روسيا بعيد الفصح. بدأ اليوم بسلام، على الرغم من الترحيب الخجول به. قفزت من سريري باكرا وسارعت للخروج إلى الشرفة، وكلي أمل بمشاهدة بعض الأجواء الاحتفالية. ولكن عبث! كل شيء كان هادئا والساحات فارغة ولم يكن بإمكاني قول إنها كانت عطلة. أعتقد أن الأمر يتعلق بفيروس كورونا. بكل الأحوال بقيت الكنائس مقفلة.

دخلت إلى المطبخ، فرأيت شركائي بالسكن يشاهدون فيديوهات ويصرخون استهجانا. إذ كانت تظهر مشاهد إجلاء أفريقيين/ات من منازلهم/ن في الصين وكان ذلك متعلقا بفيروس كورونا. جلست إلى جانبهم، وبدأت أشاهد الفيديوهات التي بدت كبرنامج إخباري يعيد سرد قصة. بالنسبة لي بدت المشاهد مركبة، في الواقع، غالبا ما يظهر بعض الأشخاص استعدادهم/ن لقول أشياء مفتعلة لمجرد جذب الانتباه، وخاصة لاستغلال بعض الموضوعات الحساسة والتي قد تكون مزعجة. بشكل عام، هذا رأيي بهذه القصة وأتمنى أن يكون الأمر كما توقعت.

في المساء، حاولت مشاهدة بعض الفيديوهات على الانستاغرام. حيث رأيت احتفال العديد من الناس، ولكن في منازلهم/ن، كما أقامت بعض الرعايا الدينية احتفالاتها في الهواء الطلق بباحات الكنائس بمناسبة عيد الفصح، حتى يتمكن الناس من الحفاظ على التباعد الاجتماعي فيما بينهم/ن. كان أمرا رائعا، على الرغم من الظروف الصعبة، استمتعت بذلك. كما سعدت كثيرا بمشاهدة البيض المزين على الانترنت، خاصة لأن هذا التقليد شائع في مجمل روسيا- حيث يزين البيض والحلوى. كما تلقيت صور احتفالات بعض معارفي الروس.

لقد كان أمرا مدهشا، فأنا حقا أحب هذه التقاليد. مع حلول الليل، نمنا كلنا بهدوء وبمعنويات عالية، آملين أن يكون اليوم والأسبوع الجديدين أفضل.

استعدادات للعمل في "المنطقة الحمراء" بمستشفى المدينة السريري رقم 40، (كوموناركا)، موسكو، أيار/مايو 2020

تصوير مارغو أوفشارينكو

  27 نيسان/أبريل

لا نستيقظ كل صباح في مزاج جيد ولا يمكننا حتى شرح أسباب شعورنا بالإحباط. نعم، استيقظت اليوم كالأسد، بمزاج سيء وجسدي متوتر، شعرت كامرأة كبيرة حامل. فكرت بذلك قليلا- ماذا لو أصبحت أول رجل حامل في العالم؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المؤكد أن مكافأة كبيرة ستكون مستحَقة. أذهلتني هذه الأفكار وأعتقد أنه يمكنني أخيرا أن أبدأ يومي بسلام والتعويض عن المزاج الجيد المفقود.

كالعادة، بقيت في المنزل، لا أفعل شيئا سوى مراقبة جيراني. اشتغلت على الفيديو المقبل على قناتي. لا أريد حتى أن أعرف ماذا يحصل في العالم- أعرف مسبقا أنني لن أجد أي خبر إيجابي. في الواقع، تشاركت مع زملائي في السكن مشاعرنا حيال مدى افتقادنا للعالم الخارجي. قال كل منا أي شيء تبادر إلى ذهنه. أعتقد أنني أفتقد عملي أكثر: لأنني كنت بدأت أعتاد فعليا عليه، وشعرت بالراحة هناك حيث أحبني الجميع. على مدار شهر ونصف الشهر على الأقل من عملي هناك، لم ينبذني أحد.

أفتقد أيضا جولاتي في المدينة التي كنت باشرت القيام بها بأرجاء المدينة. وبدأت أفتقد ذلك بشدة خاصة لأن الطقس جيد- وهو مثالي للمشي. ولكن ما لا أشتاقه هو النقل العام: إذ لم أشغل مقعدا فيه، حيث كنت أعطي الأولوية دائما لكبار السن.

أتحدث بكل أنواع الهراء، لأنني أمضيت يوما عاديا للغاية. لا يزال وضع اللاجئين/ات مؤلما. الجميع يراقب مرور الوقت، ويصلّون من أجل أيام أفضل. قضيت يوما هادئا مع جيراني. وعندما حل الليل، كان الجميع تحت أغطيتهم- أتمنى أن أرى أحلاما سعيدة. حسنا أراكم/ن غدا- يوم آخر في العزل.

30 نيسان/أبريل

إنه لأمر رائع أن نرى صباحا جديدا، ولكن في الوقت عينه نشعر بالحزن: لن نتمكن من الاستمتاع به أو أن نكون جزءا منه.

بدأ يومي كالمعتاد بأفكار لا أستطيع تفسيرها. هذه الأفكار تطاردني باستمرار. أعتقد بأن معدتي تؤلمني، لذا يجب أن أذهب إلى الصيدلية اليوم من جديد. كما مَدَّدَتْ السلطات نظام العزل الذاتي لمدة أسبوعين إضافيين. أصبح الأمر صعبا للغاية الآن وجميع شركائي في الشقة يتساءلون عن كيفية البقاء على قيد الحياة حتى نهاية العزل.

في الصيدلية اشتريت بعض الفيتامينات، لأنني لم أستطع تناول الطعام لعدة أيام. كانت الشمس ساطعة في طريق عودتي، لم أتسرع في الوصول إلى المنزل فتمهلت مستمتعا بأشعتها. ثم عدت إلى الشقة. خلال اليوم، لم يحدث أي شيء مميز: كنا نحتسب الأيام المتبقية حتى نهاية نظام العزل الذاتي.

ازدادت عدوانية الناس وتوترهم/ن، لدرجة أننا لا نستطيع المزاح بالطريقة التي اعتدنا عليها. يشعر المرء بتزايد غروره في عاداتنا وهذا أمر مخيف للغاية. أصلي حتى ينتهي كل هذا. أنا غير مهتم بوقف نظام العزل، بقدر اهتمامي بإنهاء الوباء. أريد أن يعود كل شيء إلى طبيعته، حتى نتمكن جميعا من الاستمتاع بالصيف، الذي كاد أن يبدأ.

لقد حل الظلام. شاهدت جانبا من نشرة الأخبار ونمت كما أفعل عادة عقب مشاهدتي لفيلم درامي. نحن باقون في المنزل… شكرا لك/ن.


ترجمَهُ من الإنجليزية وليد ضو